القائمة الرئيسية

الصفحات

مقاصد الأقدار وسوء الظن بالله

 


مقاصد الأقدار وسوء الظن بالله

تعتبر مقاصد الأقدار وسوء الظن بالله من المفاهيم الدينية التي تعكس عمق الإيمان والثقة في الله. إنها مفاهيم تساعدنا على فهم حكمة الله وتدبيره لشؤوننا في حياتنا اليومية. وفي هذا المقال، سنستكشف مقاصد الأقدار وسوء الظن بالله وأهميتهما في حياتنا.


أولاً، ما هي مقاصد الأقدار؟ تعني مقاصد الأقدار القوانين والضوابط التي يحكم بها الله عالمه ويقدر بها أحوال الناس. إنها الحكمة التي يمتلكها الله في تدبير وقضاء أمور الخلق. فكل ما يحدث لنا في حياتنا هو بمشيئة الله وتدبيره. وفقًا لمقاصد الأقدار، فإن كل أمر في حياتنا له هدف وغاية واضحة، وهذا يتطلب منا الثقة في الله والقبول بقضاءه وقدره.


ثانياً، ما هو سوء الظن بالله؟ يعبر سوء الظن بالله عن الشك والشكوك التي تنشأ في قلوبنا بشأن قدرة الله وإرادته ورحمته. يعتبر سوء الظن بالله من أعظم الذنوب وأخطرها، وذلك لأنه ينعكس سلبًا على علاقتنا بالله وعلى روحنا ونفسيتنا.


الآن، لماذا يهمنا أن نفهم مقاصد الأقدار ونتجنب سوء الظن بالله؟ لأن معرفة مقاصد الأقدار تساعدنا على فهم الحكمة الإلهية وراء ما يحدث في حياتنا. إنها تشعرنا بالطمأنينة والثقة في أن الله يعلم ما هو أفضل لنا. وعندما نتجنب سوء الظن بالله، فإننا نعزز علاقتنا بالله ونعمق إيماننا. نقاوم الشك والقلق ونستعين بقوة الله في كل أمر نواجهه في حياتنا.


 كيف يمكننا تجنب سوء الظن بالله؟

 أولاً، يجب أن نتذكر أن الله هو الحكيم والعليم. هو الذي يعلم أفضل لنا ولا يريد إلا خيرنا. ثانياً، نحتاج إلى تعزيز الإيمان والثقة في الله عن طريق قراءة القرآن الكريم والأذكار والتفكر في آيات الله ومظاهر إحسانه في حياتنا. ثالثاً، يجب أن نتعلم أن نفهم أنفسنا ونتقبل قدرنا ونرضى بما يأتي من الله، حيث يعلم الله ما هو أفضل لنا حتى وإن لم نراه في الوقت الحالي.


باختصار، مقاصد الأقدار وسوء الظن بالله هما مفاهيم دينية تعزز الثقة والإيمان في الله وتوجهنا لتقبل قدرنا وقضاء الله. من خلال فهمنا لمقاصد الأقدار وتجنبنا سوء الظن بالله، نستعين بقوة الله ونحسن علاقتنا بالله ونجد السلام والثقة في حياتنا.

"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (التوبة:51).


مقاصد الأقدار والثقة بالله:

الفنان سعيد صالح كان فى برنامج تلفزيوني مع الإعلامي عمرو الليثي قبل وفاته بفترة قصيرة. في أحد الحلقات، سأله الليثي لماذا قررت أداء الحج 14 مرة، فأجابه صالح بأنه كان في حاجة حقيقية للقرب من الله.


ثم أخبره أنه عندما دخل السجن، كان يشعر بالوحدة والاكتئاب والاشمئزاز لفترة طويلة، حتى قابل رجلا يدعى عم يوسف، وكان هذا الرجل مشهورًا جدًا في السجن ، صالح أعرب عن استغرابه لما رأى، حيث وجد الكثير من الناس يتهافتون عليه ويطعمونه. ثم قال له عم يوسف: تعالى نتمشى. سارا معًا وتحدثا ، ثم في لحظة توقف عم يوسف وقال: هل تريد أن يتكلم معك الله؟


استغرب صالح ورد عليه قائلا: نعم، الرب يتحدث معي. جرب قراءة القرآن وستجد الرب يحدثك. قال: كنت أقرأ وأحفظ وأذهب للاستماع، وكان هذا العام هو أفضل عام في حياتي حتى الدرجة التي كنت فيها غاضبًا أثناء خروجي.


سأله عمرو الليثي: لماذا كان هذا هو أفضل عام؟ قال صالح: لأنه بسببه عرفت الله، وبسببه توبت عن الأشياء السيئة التي كنت أفعلها قبل السجن، وتغيرت حياتي بشكل كبير، بالطبع أخطأت أيضًا، لكنني أثق تمامًا أن الله سيغفر لي.


صالح وصف فترة السجن بأنها أفضل فترة في حياته، بالرغم من أنه كان في البداية مضطربًا ومتعبًا وغير راضٍ عن أي شيء، ولكن مع مرور الوقت أدرك أن اختيار الله له أفضل بكثير من اختياراته الخاصة.


قرأت في وقت سابق قصة على صفحة ما، يحكي فيها شاب عن رغبته في الموت وتحققت رغبته بأنه أحب فتاة كثيرًا وكان حلمه الزواج منها، وكلما حاول التقرب منها يحدث شيء يعاقبه. حتى وصل إلى الدرجة التي قال فيها: يا رب ، قدم لي هذا الرغبة مهما كانت النتائج... أريدها يا رب حتى وإن كانت تحمل لي الشر. ثم تزوجها فعلا.


قال إنه عاش معها عامًا ونصفًا من أسوأ أيام حياته، حيث أصبح يكرهها ويكره حياته وكل شيء يربطه بها، وأدرك مدى خطئه وأن الله كان يؤجل زواجه ويمنعه لسبب، وانتهى المطاف بخروجهما من الزواج بعد عام ونصف من المعاناة، ومنذ ذلك الحين، امتنعت عن مشاعر العجلة بالدعاء أو تكوين توقعات سيئة من الله. أدركت أن الشر الذي يبدو لنا سيئًا قد يصبح أكبر نعمة وأعظم خير في حياتنا.


تذكر أنك لا تعرف ما يحمله الله لك ولا كيف يُعوِّضك ولا كيف سيجبرك ويغفر لك. الله يكافئ ويسعد ويقوي ويعوِّض. لا تعرف ما يمكن أن يكون الشيء الذي أزعجك هو الخطوة الأولى في سلسلة من الأحداث التي ستجعلك سعيدًا ومسرورًا وتملأ قلبك بالفرح. إنما لو علم العبد مقاصد الأقدار لبكى من سوء ظنه بربه.


لذا يجب أن تثق دائمًا بأن الله يتحملك ويعوِّضك وأن كل شيء يحدث لديه هدف معين. كن صبورا وتطلع للخير، فليس أحد متعشمًا في الله ويتجاهله.

تعليقات